توصيات عامة للخطباء
بحسن بنا قبل الدخول في التفاصيل الاتيةان نلم الماماً، بما ينبغي ان يكون عليه حال الخطباء الحسينيين ، لكي يتطوروا إلى الافضل في الدنيا والاخرة. وبذلك يحرزون خير الدارين وكل ماتقر به العين.
والنصائح العامة تنقسم إلى قسمين ، منها ما يرتبط بالمسؤولية الدينية العامة، ومنها ما يرتبط بواقعة الحسين عليه السلام، ونحن فيما يلي ذاكرون بعون الله) الأهم مما يخطر على البال من كلا القسمين:
أولاً : البدء بالخطبة (بسم الله الرحمن الرحيم). لا شيء اخر حتى لو كان ذاكراً للحسين عليه السلام، فإن كلام لا يبدأ ببسم الله فهو ابتر. والبسملة يمكن للخطيب ان يعاذ في خطبته من الشيطان وأن يؤيد برحمة الرحمن.
ثانياً : الموعظة والارشاد فإنه من الضروريات والواجبات في هذا المجتمع وفي كل مجتمع وفي هذا الزمان وفي كل زمان. لكي تصل الموعظة إلى اهلها ويستفيد منها اكبر عدد ممكن، سواء كانت الموعظة مرتبطة بقضايا الحسين عليه السلام، ام لا. فإن في تلك القضايا من العبر والمواعظ ما لا حد له، فضلاً عن غيرها.
ثالثاً: عدم ايذاء احد من الناس او من الطوائف ، في كلام الخطباء. وهو معنى (التقية) فإنها واجبة على كل حال، ما لم يكن الامر خارجاً عن موردها، يعني ان يحرزالفرد ، ان كلامه سالم النتيجة.
رابعاً : التورع عن نسبة الاقوال والافعال إلى المعصومين عليهم السلام وغيرهم كذباً. فإن الكذب على المعصومين من اعظم الكبائر. والكذب على غيرهم كبيرة. سواء على الاشخاص التاريخيين أو على مؤلفي المصادر او على اي مؤمنومؤمنة.وأوضح اسلوب يتخذه في هذا الصدد ان يقول: (قيل) او (روي) أو(يقال) ونحو ذلكحتى لا ينبغي له ذكر احد من اسماء المؤلفين، ما لم يحرز باليقين وجوده في كتابه وصحةانتساب الكتاب إليه باليقين او بدليل معتبر.
خامساً : ان يتورع من نسبة الاقوال والافعال إلى المعصومين عليهم السلام وغيرهم، باعتبار لسان الحال، شعراً كان ما يقوله الخطيب ام نثراً، فصسحاً كان الكلام ام جارجاً. ما لم يعلم او يطمئن بان لسان حالهم هو كذلك فعلاً. وقد ناقشنا ذلك فصلاً فيما سبق، فراجع.
سادساً : ان يتورع الخطيب عن ذكر الامورالنظرية والتاريخية او غيرها، مما قد يثير شبهات حول الامور الاعتقادية في اذهان السامعين ويكون هو قاصراً او عاجزاً عن ردها ومناقشتها أو غافلاً عن ذلك. بل يجب عليه ان يختار ما سيقوله بدقة وإحكام، والا فسوف يكون هو المسؤول عن عمله . فيقع في الحرام من حيث يعلم او لايعلم.
وينبغي ان نلتفت إلى ان هذا مما لا يفرق فيه بين ان يكون مرتبطاً بحوادث الحسين عليه السلام او غير مرتبط. أو كان مسلم الصحة في اعتقادهم او غير مسلم.
سابعاً ان يحاول الخطيب ستر ما ستره الله سبحانه وتعالى من الامور. فلا يصرّح بامورقد حدثق خلال الحرب او القتل. قد توجب ذلة اومهانة المقتول. او ما يسمى في عرفنا (بالبهذلة) . فيسكت عن كل شي يوجب
(بهذلة) المؤمنين الموجودين يومئذ . بل كان المؤمنين في كل جيل و خاصةالحسني عليه السلام ونسائه واصحابه واهل بيته.
وهنا ينبغي ان نلتفت إلى امرين:
الأمرالأول : ان هذا الذي قلناه الآن غير ما سبق ا ن نفيناه من وجود الذلة للحسين (ع) وانصاره. فإنهم لم يمروا في الذلة بكل تأكيد. ولكن المقتولين مروا بالبهذلة بكل تأكيد. وهذا ما تعمده الاعداء وما يكون طبيعيا وجوده عند الحرب الا ان ستره واجب والتصريح به حرام.
الأمر الثاني : ان هذا الذي قلناه غير ما بسبق من حرمة نسبة الاقوال والافعال إلى المعصومين وغيرهم كذباً. بمعنى ان الخطيب حتى لو كان عالماً بالحال او متأكداً منه أو قامت عنده الحجة الشرعية لديه، فإنه أيضاً لا يجوز عليه ان يفتح فمه بالامور التي توجب مهانتهم رضوان الله عليهم.
ثامناً : ان لا يروي الخطيب امواراً مستحيلة بحسب القانون الطبيعي حتى وان ثبتت بطريق معتبر. لانها على اي حال ستكون صعبة التحمل على السامعين ولعل اوضح امثلة ذلك ما يذكره بعض الخطباء عن علي بن الحسين الاكبر سلام الله عليه انه حيث ضرب على رأسه بالعمود تناثر مخه وفي بعض المصادر انه سال مخه على كتفيه . ثم يقول الخطباء: انه في آخر رمق من حياته دعا اباه الحسين (ع) فبادر بالذهاب إليه . فأخبره قائلاً :
(( هذا جدي رسول الله (ص) قد سقاني شربة لا اظمأ بعدها أبداً))(278).
مع العلم اليقين ان من تناثر مخه، فهو ميت لا محالة، ولا يستطيع الكلام ولا بكلمة واحدة، نفضلاً عن انتظار مدة إلى ان يصل إليه ابوه
بحسن بنا قبل الدخول في التفاصيل الاتيةان نلم الماماً، بما ينبغي ان يكون عليه حال الخطباء الحسينيين ، لكي يتطوروا إلى الافضل في الدنيا والاخرة. وبذلك يحرزون خير الدارين وكل ماتقر به العين.
والنصائح العامة تنقسم إلى قسمين ، منها ما يرتبط بالمسؤولية الدينية العامة، ومنها ما يرتبط بواقعة الحسين عليه السلام، ونحن فيما يلي ذاكرون بعون الله) الأهم مما يخطر على البال من كلا القسمين:
أولاً : البدء بالخطبة (بسم الله الرحمن الرحيم). لا شيء اخر حتى لو كان ذاكراً للحسين عليه السلام، فإن كلام لا يبدأ ببسم الله فهو ابتر. والبسملة يمكن للخطيب ان يعاذ في خطبته من الشيطان وأن يؤيد برحمة الرحمن.
ثانياً : الموعظة والارشاد فإنه من الضروريات والواجبات في هذا المجتمع وفي كل مجتمع وفي هذا الزمان وفي كل زمان. لكي تصل الموعظة إلى اهلها ويستفيد منها اكبر عدد ممكن، سواء كانت الموعظة مرتبطة بقضايا الحسين عليه السلام، ام لا. فإن في تلك القضايا من العبر والمواعظ ما لا حد له، فضلاً عن غيرها.
ثالثاً: عدم ايذاء احد من الناس او من الطوائف ، في كلام الخطباء. وهو معنى (التقية) فإنها واجبة على كل حال، ما لم يكن الامر خارجاً عن موردها، يعني ان يحرزالفرد ، ان كلامه سالم النتيجة.
رابعاً : التورع عن نسبة الاقوال والافعال إلى المعصومين عليهم السلام وغيرهم كذباً. فإن الكذب على المعصومين من اعظم الكبائر. والكذب على غيرهم كبيرة. سواء على الاشخاص التاريخيين أو على مؤلفي المصادر او على اي مؤمنومؤمنة.وأوضح اسلوب يتخذه في هذا الصدد ان يقول: (قيل) او (روي) أو(يقال) ونحو ذلكحتى لا ينبغي له ذكر احد من اسماء المؤلفين، ما لم يحرز باليقين وجوده في كتابه وصحةانتساب الكتاب إليه باليقين او بدليل معتبر.
خامساً : ان يتورع من نسبة الاقوال والافعال إلى المعصومين عليهم السلام وغيرهم، باعتبار لسان الحال، شعراً كان ما يقوله الخطيب ام نثراً، فصسحاً كان الكلام ام جارجاً. ما لم يعلم او يطمئن بان لسان حالهم هو كذلك فعلاً. وقد ناقشنا ذلك فصلاً فيما سبق، فراجع.
سادساً : ان يتورع الخطيب عن ذكر الامورالنظرية والتاريخية او غيرها، مما قد يثير شبهات حول الامور الاعتقادية في اذهان السامعين ويكون هو قاصراً او عاجزاً عن ردها ومناقشتها أو غافلاً عن ذلك. بل يجب عليه ان يختار ما سيقوله بدقة وإحكام، والا فسوف يكون هو المسؤول عن عمله . فيقع في الحرام من حيث يعلم او لايعلم.
وينبغي ان نلتفت إلى ان هذا مما لا يفرق فيه بين ان يكون مرتبطاً بحوادث الحسين عليه السلام او غير مرتبط. أو كان مسلم الصحة في اعتقادهم او غير مسلم.
سابعاً ان يحاول الخطيب ستر ما ستره الله سبحانه وتعالى من الامور. فلا يصرّح بامورقد حدثق خلال الحرب او القتل. قد توجب ذلة اومهانة المقتول. او ما يسمى في عرفنا (بالبهذلة) . فيسكت عن كل شي يوجب
(بهذلة) المؤمنين الموجودين يومئذ . بل كان المؤمنين في كل جيل و خاصةالحسني عليه السلام ونسائه واصحابه واهل بيته.
وهنا ينبغي ان نلتفت إلى امرين:
الأمرالأول : ان هذا الذي قلناه الآن غير ما سبق ا ن نفيناه من وجود الذلة للحسين (ع) وانصاره. فإنهم لم يمروا في الذلة بكل تأكيد. ولكن المقتولين مروا بالبهذلة بكل تأكيد. وهذا ما تعمده الاعداء وما يكون طبيعيا وجوده عند الحرب الا ان ستره واجب والتصريح به حرام.
الأمر الثاني : ان هذا الذي قلناه غير ما بسبق من حرمة نسبة الاقوال والافعال إلى المعصومين وغيرهم كذباً. بمعنى ان الخطيب حتى لو كان عالماً بالحال او متأكداً منه أو قامت عنده الحجة الشرعية لديه، فإنه أيضاً لا يجوز عليه ان يفتح فمه بالامور التي توجب مهانتهم رضوان الله عليهم.
ثامناً : ان لا يروي الخطيب امواراً مستحيلة بحسب القانون الطبيعي حتى وان ثبتت بطريق معتبر. لانها على اي حال ستكون صعبة التحمل على السامعين ولعل اوضح امثلة ذلك ما يذكره بعض الخطباء عن علي بن الحسين الاكبر سلام الله عليه انه حيث ضرب على رأسه بالعمود تناثر مخه وفي بعض المصادر انه سال مخه على كتفيه . ثم يقول الخطباء: انه في آخر رمق من حياته دعا اباه الحسين (ع) فبادر بالذهاب إليه . فأخبره قائلاً :
(( هذا جدي رسول الله (ص) قد سقاني شربة لا اظمأ بعدها أبداً))(278).
مع العلم اليقين ان من تناثر مخه، فهو ميت لا محالة، ولا يستطيع الكلام ولا بكلمة واحدة، نفضلاً عن انتظار مدة إلى ان يصل إليه ابوه