فما هو ردكم على هذه المسألة ؟ أجيبونا مأجورين .
📚 الجواب: إن الحديث مورد السؤال (علماء أمتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل ) لم نعثر له على أثر في كتب الإمامية , إلا ما نقله بعضهم عن وجوده في كتاب (مفتاح الفلاح) للشيخ البهائي , ولم نجده في النسخة المطبوعة منه .
وهناك لفظ حديث قريب منه وهو (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل), وهو أيضا ً لم يرد في الجوامع الحديثية عندنا , نعم رويَ مرسلا ً في (تحرير الأحكام/ للعلاّمة الحلي (1 :38 ) , و(عوالي اللاّلي/ للأحسائي 4 : 77 ).
ولكنه ورد عند أهل السنة, وقال فيه محققوهم أنه لا أصل له كالزركشي ( تذكرة الموضوعات 5 : 20 ) , والحافظ العراقي (فيض الغدير 4 : 504 ) , والسيوطي وابن حجر والديمري (كشف الخفاء 2 : 640 ) .
ولذلك ذكر علمائنا المحدثون كالحر العاملي في (الفوائد الطوسية) والنوري في (دار السلام) ونعمة الله الجزائري بأنهم لم يعثروا على هذا الخبر في كتب الأخبار حتى رجح الحر العاملي كونه من موضوعات العامة أو الصوفية.
وعلى كل حال فلو اغضينا النظر عن السند , فإن أقرب وأظهر معنى للحديث هو أن المقصود فيه الأئمة المعصومين (عليهم السلام ).
ودمتم في رعاية الله
❓تعليق على الجواب (١) كيف نغض النظر عن السند؟
أليس السند مهم؟
وبما أنهم قالوا إنه من الموضوعات
فكيف تجتهدون فيه وتفسرونه على رأي الشيعه؟
لا يجوز التلاعب بعقول العامه
إتقوا الله الذي يعلم مافي الصدور
📚الجواب: المناقشة العلمية أحياناً تكون من جهة السند وأخرى تكون من جهة المتن, واذا اراد العلماء المناقشة من جهة المتن من حيث إبطاله أو إثباته فهم يقولون : بغض النظر عن السند, أي انه توجد هناك دلالة سواء أكانت للنفي أم للإثبات - يشتمل عليها المتن ولا علاقة لها بالسند .. فهذا أسلوب علمي اعتاد عليه أهل العلم في مناقشاتهم العلمية .
وبالنسبة للحديث المذكور فقد قلنا أننا اذا غضضنا النظر عن السند فأن دلالة الحديث تطابق كثيراً ما ورد عندنا من أحاديث وروايات تشير الى منزلة الأئمة (عليهم السلام) وأنهم أفضل من جميع الانبياء ما عدا النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله) .. هذا هو المقصود من التوحيد المذكور للحديث.
ودمتم في رعاية الله
❓تعليق على الجواب (٢) هل يوجد تفسير يدل على ان المقصود بعلماء أمتي (علماء أمتي خير من أنبياء بني اسرائيل) هم العلماء الحاليين في المذهب الشيعي؟
📚الجواب : ما ذكرناه في إجابتنا السابقة كان أحد الآراء ويمكن افتراض رأي آخر وهو أن المراد بالعلماء هم ما دون الأئمة (عليهم السلام) من العلماء، والذي يدعم هذا الرأي ويكون قرينة عليه أن في الحديث (كاف) التشبيه الذي يصلح للإنطباق على ما دون الأئمة (عليهم السلام)، وذلك لأن الأئمة (عليهم السلام) هم أفضل من أنبياء بني إسرائيل على ما ثبت عندنا، وكذلك الذي يدعم هذا الرأي ما ورد في الفقه الرضوي (أن منزلة الفقيه في هذا الوقت) وهذا ينطبق على غير الأئمة (عليهم السلام).
ودمتم في رعاية الله.