حُسّن الظن بالله
عن أبي جعفر <عليه السلام> قال :《 يُوقف عبد بين يدي الله تعالى يوم القيامة . فيأمر به إلى النار .
فيقول : لا وعزتك ما كان هذا ظني بك .
فيقول : ما كان ظنك بي ؟
فيقول : كان ظني بك أن تغفر لي .
فيقول : قد غفرت لك .
قال أبو جعفر <عليه السلام> : أما والله ما ظن به في الدنيا طرفة عين . ولو كان ظن به في الدنيا طرفة عين ما أوقفه ذلك الموقف لما رأى من العفو 》.
اقول : هذا العبد لم يكن ظنهُ بالله هكذا في دار الدُنيا . فقد كان ناسياً غافلاً ليس له ظن ورجاء بالله تعالى . وإنما توّلد له هذا الظن الحسِن بالله تعالى في عرصات يوم القيامة . وقبل ذلك لم يكن هذا الظن موجوداً عنده .
فلو كان هذا الظن موجوداً عنده في دار الدنيا . ونبتت عليه عقائده . وتشابكت عليه أفكاره . وكان ذا ظن حسِن بالله في دار الدنيا لمّا اوقفه الله تعالى من أصل في عرصات يوم القيامة للسؤال . ولكان امر به إلى الجنان فوراً . وما امر الله تعالى به إلى النار في البداية إلا لأنه كان خالياً في الحياة الدنيا من هذا الظن الحسِن بالله تعالى . وما تولد هذا الظن منه اتجاه الله تعالى إلا في عرصات يوم القيامة بسبب ما شاهدهُ من عظيم تجاوز الله وسعة رحمته وكثير تجاوزه سبحانه .
عن علي بن رئاب قال : سمعت أبا عبد الله <عليه السلام> يقول :《 يؤتى بعبد يوم القيامة ظالم لنفسه .
فيقول الله تعالى له : ألم آمرك بطاعتي ؟ ألم أنهك عن معصيتي ؟
فيقول : بلى يا رب . ولكن غلبت علي شهوتي .
فإن تعذبني فبذنبي . لم تظلمني . فيأمر الله به إلى النار .
فيقول : ما كان هذا ظني بك .
فيقول : ما كان ظنك بي ؟
قال كان ظني بك أحسن الظن .
فيأمر الله به إلى الجنة .
فيقول الله تبارك وتعالى : لقد نفعك حسن ظنك بي الساعة 》 ....... محمد العامري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق