الاثنين، 5 يوليو 2021

هارين كاميرون الرجل الوسيم

كاميرون هارين ومتلازمة صك الغفران للرجل الوسيم.

خلف هذا الوجه الوسيم وفي بحر هاتين العينين الجميلتين ووراء هذه الكِمامة شخص كان في ال 18 مما انقضى من عمره، وبسيارة فاخرة تدعى فورد موستينج كان يقودها بتهور وبسرعة مفرطة في سباق غير مرخص وغير شرعي مع أصدقائه قام بقتل روحين جميلتين، أمًّا تدعى جيسيكا وابنتها التي تدعى ليليا، لم يكن حادثا عاديا بل كان سحقا بالمعنى الحرفي.

القضاء الأمريكي لم يعتبر الحادثة قتلا غير عامد، وأدان المتهم بعد 3 سنوات ب 24 سنة سجنًا عقابًا له؛ فهو حتى لو لم يكن هدفه القتل فقد فرَّط في كل الأسباب التي تمنع القتل وجعل القتلَ خيارًا ممكنًا بشكل كبير.

انطلقت حملات تعاطف واسعة مع هذا الشاب الوسيم وبدأت الفتيات يطالبن بتخفيف العقوبة ويلتمسن له الرحمة ويغيرن صور حساباتهن ليضعن صورته، بل كانت ألسنتهن تلهج بالأماني وربما الدعاء أن يُبرَّأ مما أدين به وبعضهن تبرعت بأبيها وأخرى بأخيها وأقاربها، وبعضهن تمنت أن تكون معه في السجن، في صورة تعكس حجم الجهالة التي غزت العقول وتبين عوار الفكر وصدأه، وتتجلى فيها عاطفة هائجة لا حدود لها دون ضابط أو قيد، والتبرير الوحيد كان وسامَتَه.

الجمالُ عند جمهور الفتيات الداعمات له يشفع لما اقترفَه من الإثم الفاحش، أما القتلُ واختطاف روحين لم يشفع لهن جمالهن ليحظين بشفقة وتعاطف معجبات كاميرون ولم تُتناقل صورهن ليحظين بمشاعر المتأثرات وعويلهن وبكائهن.

هذه الحادثة تعود بالذاكرة لقاتل أمريكي متسلسل يدعى اسم شهرته تيد بوندي قتل 40 فتاة واعتدى عليهن اغتصابا بعد القتل، وعند النطق بالحكم عليه حضرت الفتيات ليقدمن له الدعم بسبب وسامته وطالبن بالإفراج عنه، وتجاهلن أفعاله الشنيعة وهوسه بالقتل والاغتصاب.

هذه العاطفة في أكثر صورها تطرفا ورغم الفارق الكبير بين الجريمتين إلا إن القاسم المشترك ما زال حاضرًا والوسامة صك غفران في صورة من العته العاطفي، تلك العاطفة التي تغضب كثيرا من الفتيات عند وصمهن بها والتحذير من خطر الإفراط في استخدامها. ولكن الأمر لا يتوقف على المجرمين فحسب -وإن كانت الظاهرة في أبشع صورها بما يتعلق بالقتل- فالفتيات كذلك يطبقن ذات الأمر على الشهداء والجرحى والمناضلين والثوار، فإن كان وسيما تبنَّتْه قلوبهن وامتلأت حساباتهن بصوره وتجرأن على وضعه صورة للحساب.

هذا التطرف العاطفي الأنثوي تجاه الجريمة والاغتصاب والنضال والثورة وحتى الشهادة ورغم تناقض هذه المسميات خطير وينذر باختراق وتمزيق لنسيج المجتمعات، في الوقت الذي تقاتل فيه النسويات من أجل اجتثاث معاني الرجولة مستغلاتٍ حالات الجريمة والمظالم التي تتعرض لها المرأة، لكن سكوتهن عن الشاب الوسيم في الجريمة والاغتصاب والتحرش يكشف عوار منهجهن وهن اللواتي ينتظرن أي جريمة عائلية أبوية ليجعلنها جريمة الموسم ويتحدثن بكل حرقة عنها.

ولهذا جاء الإسلام وهذب العواطف ووضع القواعد والضوابط ليتناسب تباينها واختصاصها بالذكر والأنثى مع الحالة العاطفية والنفسية والبيولوجية لكل منهما.

الجريمة تبقى جريمة أيا كان مرتكبها ولا شفاعة إلا بإقامة الحد وإحقاق الحق.
د

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق