الاثنين، 29 أغسطس 2022

الرد حول اعزال السيد الحائري المرجعيه بسم الله الرحمن الرحيم((قراءة في البيان الأخير المنسوب للسيد الحائري ))طلب مني الكثير من الأخوة الصدريين إبداء الرأي العلمي والفقهي بالنسبة للبيان الأخير المنسوب للسيد كاظم الحائري (دام ظله)، وهم يتساءلون عن محتواه وعن جواز أو عدم جواز البقاء على تقليده. فأقول: يمكن الجواب عن ذلك ضمن عدة نقاط:النقطة الأولى: لا شك عندي ولا اشكال أن هذا البيان لم يصدر من شخص السيد الحائري، وانما أملي عليه أو على مكتبه، لأن السيد الحائري قد بلغ من الكبر عتيا، ولا يستطيع كتابة مثل هكذا بيان فضلا عن معرفة شؤون العراق والنظر فيها. وهذا ما أشار اليه سماحة السيد مقتدى الصدر (أعزه الله) في تغريدته الأخيرة حيث قال: ((وعلى الرغم من تصوري ان اعتزال المرجع لم يكن من محض ارادته..وما صدر من بيان عنه كان كذلك أيضا)). فأن هذا البيان ذا طابع سياسي بعيد عن المرجع والحوزة والمرجعية.النقطة الثانية: وهو مبحث فقهي مهم مفاده السؤال الاتي: هل يمكن شرعا لمن يرى في نفسه أنه الأعلم أن يتنازل عن الأعلمية لغيره؟والجواب: أن ذلك ليس من اختياره قطعا، لان الاعلمية صفة يصل اليها الفقيه ويعرفها من نفسه وحينئذ توجب عليه التصدي للفتوى وتوجب على المكلفين اتباعه. نعم، يمكن له التنازل عن قيادة الامة او التخلي عنها اذا رأى في نفسه الضعف والقصور عن تأدية واجب القيادة.النقطة الثالثة: ان ما أشار اليه البيان المنسوب للسيد الحائري (دام ظله) يدعو الى تنازل السيد عن شؤون المرجعية وأنه يوجب على المكلفين اتباع شخص آخر. وهذا غير صحيح قطعا، وخالف لما سارت عليه الحوزة العلمية جيلا بعد جيل. أن تشخيص الأعلم من شؤون المكلفين لا من شؤون المرجع، بمعنى أن المرجع لا يملي علي أن أقد فلانا ولا أقلد فلانا. لأن تشخيص الاعلم من الموضوعات الخارجية التي لا يتدخل الفقيه فيها.فإن قلت: فلماذا دعا السيد الشهيد محمد الصدر (قدس) أتباعاه الى تقليد السيد الحائري من بعده؟قلت: أن السيد الشهيد محمد الصدر لم يدع أتباعه الى تقليد السيد الحائري، ولم يوص اتباعه بتقليد السيد الحائري، وانما كل ما فعله أنه شهد للسيد الحائري بأنه الاعلم من بعده. وهذه الشهادة موجهة للمكلفين، فإن شاءوا أخذوا بها وان شاءوا تركوها. النقطة الرابعة: ان المكلف اذا كان يعتقد ان السيد الحائري (دام ظله) أعلم الاحياء فيجب عليه تقليده او البقاء على تقليده حتى لو رفض السيد الحائري ذلك. لأننا قلنا ان تشخيص الاعلم من شؤون المكلفين، لا من شؤون الفقيه. وهي كمسألة ثبوت الهلال، فلو قال الفقيه: لم يثبت عندي هلال شهر شوال، ولكن المكلف ثبت عنده هلال شهر شوال فحينئذ يجب على المكلف الإفطار وحرمة الصيام حتى لو بقي مرجعه صائما.النقطة الخامسة: من الواضح جدا أن السيد الحائري (دام ظله) بعيد عن الساحة العراقية بكل أبعادها، ولم تتسن ولا يتسنى له النظر في شؤون العراق، كما قال السيد الشهيد ذلك، فكان العراق يحتاج الى قيادة ميدانية، سواء كانت هذه القيادة مرجعية او غير مرجعية، فالمهم ان تكون القيادة حاضرة في الاحداث، وتعمل وفق مبدأ جلب المصلحة ودفع المفسدة، وهذه القيادة متمثلة بالمرجعية العليا في العراق وكذلك بسماحة السيد مقتدى الصدر (اعره الله)، فمن غير الصحيح ان نطلب من السيد الحائري (دام ظله) أن ينظر في شؤون العراق ويقوده سياسيا وعسكريا ومرجعيا.النقطة السادسة: وهي المهمة، ان ما يقوم به السيد مقتدى الصدر (أعزه الله) انما هو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإنما هو يدعو الناس لتطبيق هذه الفريضة، فمن شاء ان يتبعه ومن شاء أن لا يتبعه. فلم يقل يوما أن اتباعه يدخل الجنة وان عصيانه يدخل النار، وانما ذلك من شأن الناس، فمن يرى فيه قائدا اتخذه قائدا ولم لا يرى فيه ذلك فلا شأن له به.النقطة السابعة: كان التيار الصدري ملتزما باتباع مرجعية السيد الحائري (دام ظله) بحسب وصية السيد الشهيد، واما الان وقد تخلي السيد الحائري عن شؤون المرجعية فقد صار التيار الصدر قيادة وقاعدة في حل من ذلك، ولا يجب عليه الالتزام بمرجعية معينة، وانما لكل مكلف الحق في اتباع من يراه الاصلح والأكفأ من المراجع. فنستطيع ان نقول ان البيان الأخير قد رفع الضغط وأزال القيد عن الصدريين، ولا حرج عليهم بعد ذلك. فلا يستطيع احد ان يستشكل عليهم ويقول له لماذا لا تطيعون السيد الحائري الذي أوصى به السيد الشهيد. وللحديث تتمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق