توضيح فقهي
توضيح فقهي مهم ||
بخصوص إستفتاء المرجع الدّيني الشيخ محمد إسحاق الفياض، حول تقليد الميّت ابتداءً ، الأغلب لم يفهمه بشكل صحيح وأتمنى عدم الاستعجال في طرح الافهام، والرجوع الى أهل الأختصاص في ذلك .
فالاستفتاء لا ينفي تقليد الميت ابتداءً على نحو الإطلاق ، بل جعله مشروطاً بإحراز أعلمية الميّت على الحيّ ، وهذا الإحراز لا يكون للعامي ولا لطلبة العلم أيضاً ، بل يكون للمجتهد.
وعليه : إذا أحرز المُجتهد - وإن لم يكن أعلماً - أن الميّت الفلاني هو أعلم من الحيّ فيجوز تقليد الميّت حينئذٍ بفتوى المرجع الأعلم الحيّ ، ويمكن ترتيب الأثار عليه .
مثال على ذلك :
إذا قال أحد المجتهدين - حتى وان لم يكن أعلم أو متصدّي للمرجعية - أن السّيّد الشّهيد محمّد الصّدر أعلم من الأحياء أو أن الشهيد الصّدر مساوٍ للأعلمية مع الأحياء فهذا يكفي في جواز تقليد الشهيد الصّدر إبتداءً بفتوى الشيخ الفياض نفسها .
فلو سئل سائل : ما هو معيار الشيخ الفيّاض في الأعلمية : يجيب الشيخ بذلك : " الأعلم هو الأقدر على تكوين القواعد الأصولية والنظريات العامّة وتطبيقها على العناصر الخاصة بين علميّ الأصول والفقه كالتفكيك بين المعلول والعلّة ، ومن كان أعلم وأقدر في الأصول فهو الأعلم والأقدر في الفقه ( ينظر: الاستفتاءات الشرعية ، الشيخ الفياض، ص٩).
وهناك الكثير من المجتهدين في بحوث ودروس ولقاءات ومقالات - مما يصعب درج أسماءهم وبحوثهم هنا - أثبتوا أن مدرسة السيد الشهيد محمّد باقر الصّدر بنظرياتها الأصولية وتطبيقاتها الفقهية وتفرعياتها الدقيقة ، هي أدق وأكثر فهماً من مدرسة السّيّد الخوئي ، بل اعتبر البعض أن الشهيد السيّد باقر الصدر ليس صاحب مدرسة أصولية فقط بل هو بداية عصرٍ أصوليّ جديد لم يعرف من قبل ( ذهب إلى هذا الرأي السيد كاظم الحائري في مباحث الأصول 1: 57 و 59، وكذلك «المعالم العامة لمدرسة الشهيد الصدر الأصولية» للشيخ محسن الأراكي: 12، وانظر أيضاً مجلة قضايا إسلامية العدد 3: 213و 241، للسيد كمال الحيدري).
وبالتالي فأن طلّاب تلك المدرسة الذين اهتموا ببيان معالمها ونظرياتها هم أدق وأعلم من طُلّاب مدرسة السيّد الخوئي .
ولا غُبار أن أحد أبرز طُلّاب تلك المدرسة هو السيد الشهيد محمّد الصّدر بشهادات كثيرة - يصعب درجها هنا -، وهذا يكفي في اثبات أعلميته من قبل المجتهدين لا من قبل العوام أو الطلبة حسب قاعدة الشيخ الفيّاض.
وعليه يجوز تقليد السيد الشهيد محمّد الصّدر ابتداءً وفق فتوى سماحة الشيخ الفياض .
والله من وراء القصد
خادمكم
أسامة العتابي