الاثنين، 19 يناير 2015

البلاغة امثلة في التشبيه بواسطة حسين الذبحاوي

 ملحوظات هامة:
لا يمكن حذف أى من طرفى التشبيه (المشبه والمشبه به).
وجه الشبه لابد أن يكون أقوى فى المشبه به منه فى المشبه : ) فعندما تقول : الجندى كالأسد شجاعة. فالشجاعة تظهر فى الأسد أكثر مما تظهر فى الجندى وهكذا)
 
 
 
 
غمام سماحٍ لا يغب له حياً ** ومسعر حربٍ لا يضيع له وتر

فإذا قدرنا أداة التشبيه هاهنا قلنا: سماح كالغمام: ولا يقدر إلا هكذا، والمبتدأ في هذا البيت محذوف وهو الإشارة إلى الممدوح كأنه قال: هو غمام سماح.
ومن هذا النوع ما يشكل تقدير أداة التشبيه فيه على غير العارف بهذا الفن، كقول أبي تمام:
أي مرعى عينٍ ووادي نسيب ** لحبته الأيام في ملحوب

ومراد أبي تمام أن يصف هذا المكان بأنه كان حسناً ثم زال عنه حسنه، فقال: إن العين كانت تلتذ بالنظر إليه كالتذاذ السائمة بالمرعى، فإنه كان يشبب به في الأشعار لحسنه وطيبه، وإذا قدرنا أداة التشبيه هاهنا قلنا: كأنه كان للعين مرعى وللنسيب منزلاً ومألفاً.





 فيما ذكره بكلام الله تعالى حيث قال: {الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح} فمثل نوره بطاقةٍ فيها ذبالة، وقال الله تعالى: {والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم} فمثل الهلال بأصل عذق النخلة.
فالجواب عن ذلك أني أقول: أما تمثيل نور الله تعالى بمشكاة فيها مصباح فإن هذا مثال ضربه للنبي صلى الله عليه وسلم ويدل عليه أنه قال: {توقد من شجرةٍ مباركة زيتونةٍ لا شرقيةٍ ولا غربيةٍ} وإذا نظرت إلى هذا الموضع وجدته تشبيهاً لطيفاً عجيباً، وذاك أن قلب النبي صلى الله عليه وسلم وما ألقي فيه من النور وما هو عليه من الصفة الشفافة كالزجاجة التي كأنها كوكب لصفائها وإضاءتها، ويما الشجرة المباركة التي لا شرقية ولا غربية، فإنها عبارة عن ذات النبي صلى الله عليه وسلم لأنه من أرض الحجاز التي لا تميل إلى الشرق ولا إلى الغرب، وأما زيت هذه الزجاجة فإنه مضيء من غير أن تمسه نار، والمراد أن فطرته فطرةٌ صافية، من الأكدار، منيرة من قبل مصافحة الأنوار، فهذا هو المراد بالتشبيه الذي ورد في هذه الآية.
وأما الآية الأخرى فإنه شبه الهلال فيها بالعرجون القديم، وذلك في هيئة نحوله واستدارته، لا في مقداره، فإن مقدار الهلال عظيم، ولا نسبة للعرجون إليه، لكنه في مرأى النظر كالعرجون هيئةً، لا مقداراً.



 مثال:
قال تعالى( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة......... ) فالمشبه حال من ينفق القليل في سبيل الله ثم يلقي عليه جزاء جزيلا والمشبه به حال من بذر حبة فأنبتت سبع سنابل في كل واحدة مائة حبة ووجه الشبه صورة من يعمل قليلا ثم يجني الكثير من عمله.
أما وجه الشبه عندما يكون غير تمثيل فهو عكس ذلك. أي عندما لا يكون صورة منتزعة من متعدد. بعبارة أخرى هو ما يكون غير مركب أي مفردا, وكونه مفردا لا يمنع من تعدد الصفات المشتركة بين طرفي التشبيه.


 {واخفض لَهُمَا جَنَاحَ الذل مِنَ الرحمة وَقُل رَّبِّ ارحمهما كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} [الآية: 24] .
في هذا المثال تشبيه التَّذَلُّلِ لِلْوَالِدَيْنِ بتذّلل الطائر حين يخفض جناحَيْهِ أو جناحَه مُنْكَسِراً لفراخِه أو لزوجه أو لغيرهما، ولكِنْ أُضْمِر التشبيه، فلم يُذْكَرْ لفظُ المشبّه به، وإنّما كُنِّيَ عَنْه بشيءٍ من صفاته وهو الجناح، وأضيف هذا المكنَّى به إلى المشبَّه.
وهذا على ما يظهر هو من التشبيه البليغ المكنّى فيه عن المشبَّه به ببعض صفاته.



يهز الجيش حولك جانبيه ....كما نفضت جناحيها العقاب

 

 

 

 قول{عنترة مثل الأسد في الشجاعة}
أركان التشبيه
المشبه المشبه به أداة التشبيه وجه الشبه
عنترة الأســــد مثل الشجاعة والجرأة.
يقول الأعشى:ــ
كأن مشيتها من بيت جارتها مر السحابة لا ريث ولا عجل
المشبه:ــ مشيتها. المشبه به:ــ مر السحابة.
الأداة:ـــ كأن . وجه الشبه:ـ لاريث ولا عجل.

 

 وبَدا الصباحُ كأن غُرَّتهُ           وَجهُ الخليفة حينَ يُمْتَدحُ

اعتدْنَا فِيمَا مَضَى أنْ نَقرأَ أو نُحلِّل تَشبِيهاً يكونُ فِيهِ وجهُ الشَّبهِ فِي المشبَّه بِهِ أجلَى وأظهرَ مِنهُ فِي المشبَّهِ, فيُشَبَّهُ الوجْهُ المشرقُ بغرَّةِ الصَّباحِ, والوضاءُ بالشَّمسِ, والمنيرُ بالبدرِ, لأنَّ وجهَ الشَّبَهِ فِي هَذِهِ أَقوَى, أمَّا فِي هَذَا البيتِ الَّذي يقولُ فِيهِ الحِمْيَريّ: "إِنَّ تباشيرَ الصَّباحِ تُشبِهُ فِي التلألؤِ وجهَ الخليفةِ عندَ سَمَاعِهِ المديحَ، فإنَّنا نَرَى هنَا أنَّ هذا التَّشبيهَ خَرَجَ عَمَّا كانَ مستقرًّا فِي نفوسِنَا مِنْ أنَّ الشيءَ يُشَبَّه دائماً بِمَا هُو أَقوَى منه في وجهِ الشَّبهِ، إذِ المألوفُ أَنْ يقال إِنَّ الخليفةَ يُشبهُ الصَّباحَ، ولكنَّهُ عَكَسَ وقَلَبَ للمبالغَةِ والإغراقِ, بادعاءِ أَنَّ وجهَ الشبه أَقوَى في المشبَّهِ، وهذا التشبيهُ مظهرٌ من مظاهرِ الافتنانِ والإبداعِ

 

 إنما مصعب شهاب من اللــ    ـه تجلت عن وجهه الظلماء


وما من ريب في أن مدحه مصعبا أقوى وأبلغ ؛ لأنه مدحه بالشجاعة والفروسية ومدح عبد الملك بأوصاف حسية مرئية كما تمتدح ملوك العجم . 

جراحات السنان لها التئام ......... ولا يلتام ما جرح اللسان

 كأنك شمس والملوك كواكب**إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وبذلك يخرج عن التشبيه البليغ لوجود أداة التشبيه فيه


  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق