السبت، 11 أبريل 2020

: ما هي صحة المقولة : (من قتل بسيف النبي صلى الله عليه وآله دخل الجنة) ، مستدلين بأنه صلى الله عليه وآله لم يقتل أحداً بسيفه

(((سؤال وجواب)))

السؤال : ما هي صحة المقولة : (من قتل بسيف النبي صلى الله عليه وآله دخل الجنة) ، مستدلين بأنه صلى الله عليه وآله لم يقتل أحداً بسيفه ؟

الجواب : بسم الله الرحمن الرحيم

أولاً : لم يرد هذا المعنى لا في الكتاب ولا في السنة ، وهو مما يتنافى مع العقل والحكمة ، حيث يوجب دخول الجنة بلا توبة ولا إيمان ولا عبادة ولا عمل صالح ، بل مجرد القتل بيد النبي صلى الله عليه وآله .
ثانياً : إقدام النبي صلى الله عليه وآله على قتل إنسان لا يلازم دخوله إلى الجنة ، لا شرعاً ولا عقلاً ، كما أن عدم إقدامه لا يدل على إرادة دخول الطرف الأخر النار .
ثالثاً : ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله قتل (أبي بن خلف) برمحه في معركة (أحد) ، إذ السيف ليس له موضوعية كي يقال : (الرمح غير السيف) ، كما لا خصوصية فيمن قتل بيد النبي صلى الله عليه وآله مباشرة أو بالتسبيب ، كما في معركة (بدر) و(أحد) ، غاية الأمر النبي صلى الله عليه وآله ينزه نفسه عن ذلك .
رابعاً : لقد قتل الأنبياء عليهم السلام بعض الناس المستحقين للقتل ، والنبي صلى الله عليه وآله له ما للأنبياء وعليه ما عليهم ، إلا ما خرج بدليل ، ولا مخصص ولا مقيد لا في الكتاب ولا في السنة ، وهذا العموم والإطلاق مشمول لما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله : (إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة : رجل قتل نبياً أو قتله نبيٌ) .
خامساً : بما أن النبي صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين ، وبما أن مقتوله يدخل الجنة ، فبمقتضى رحتمه أن يقتل هؤلاء ليدخلهم الجنة وعدم قتله لهم خلاف الرحمة ، وبناءً عليه سيكون للجنة وسيلة جديدة غير الإيمان والعبادة والعمل الصالح وهي القتل بيد النبي صلى الله عليه وآله .
فالصحيح أن يقال : (من قتل بسيف رسول الله صلى الله عليه وآله أخلد في النار ، فلم يقتل أحداً كي لا يخلد في النار رحمة منه صلى الله عليه وآله) ...


والسلام عليكم ورحمة الله ...
الشيخ اسامة ال بلال النجفي استاذ الحوزة العلميه في النجف الاشرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق